السبت، 10 سبتمبر 2011

القاهرة :استنفار أمني ومقتل 3 وجرح ألف في المواجهات أمام السفارة الإسرائيلية



اتخذت السطات المصرية اجراءات امنية مكثفة في محيط مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة بعد الهجوم الذي تعرضت له ليل أمس.


وقال مراسلنا في القاهرة عطية نبيل إن قوات الأمن المركزي والجيش انتشرت بكثافة حول المبنى الذي يوجد به مقر السفارة والمنطقة المحيطة بتمثال نهضة مصر القرب منه.


وانتشر عشرات المدرعات حول مقر السفارة في الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل، وتم إغلاق كل الطرق المحيطة بالمبنى الذي يوجد به مقر السفارة.


وقالت وزارة الصحة المصرية إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب نحو الف شخص في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين حول المبنى.


وكان رئيس الوزراء المصري عصام شرف قد دعا الى عقد اجتماع طاريء لمجموعة الازمة الوزارية.


ووضعت وزارة الداخلية الضباطَ في حال الاستنفار والغت إجازاتهم.


تصريحات إسرائيلية


وقد اعتبر مسؤول اسرائيلي بارز الهجوم على السفارة الاسرائيلية في القاهرة "انتهاكا سافرا" للتقاليد والاعراف الدبلوماسية، ووصفه بأنه "ضربة للعلاقات السلمية" بين البلدين.


ونسبت وكالة رويترز الى المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان موظفي السفارة، باستثناء نائب السفير، وصلوا الى اسرائيل صباح السبت بعد اخلاء السفارة.واضاف ان ستة اسرائيليين حوصروا خلال العنف الذي اندلع عقب اقتحام مهاجمين مصريين مبنى السفارة بالقاهرة، عقب تهديمهم الحاجز الاسمنتي المقام حول مبنى السفارة.


وقال ان قوة كوماندوز مصرية حررت الموظفين الاسرائيليين الستة من قبضة من سيطر عليهم.


وقد وصل السفير الاسرائيلي اسحق ليفانون واسرته وباقي موظفي السفارة جميعا الى اسرائيل، بينما بقي نائب السفير بالقاهرة.


مواجهات


وكانت مواجهات عنيفة قد وقعت بين قوات الامن والمتظاهرين،وسمع أيضا دوي اطلاق نار كثيف في الحي، كما تعرضت سيارات للحرق او الاتلاف.



وأطلقت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق المتظاهرين في محيط السفارة.


وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان السفارة كانت خالية من العاملين ولم يصب احد باذى.


وصرح مسؤول اسرائيلي بان المتظاهرين المصريين الذين اقتحموا المبنى الذي يضم السفارة وصلوا الى بهو المدخل ولكنهم لم يدخلوا الى السفارة.


ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن شهود عيان قولهم ان المتظاهرين اقتحموا غرفة مخصصة للارشيف الدبلوماسي.


وكتب بعض هذه الوثائق باللغة العربية لكنه يحمل اختاما دبلوماسية اسرائيلية وبدا واضحا انها برقيات من موظفين اسرائيليين الى نظرائهم المصريين.


وبثت وسائل الاعلام صورا لاوراق تتساقط من الطابق الذي تحتله السفارة في البناية القريبة من نهر النيل بالقاهرة.


وقام متظاهرون في وقت سابق الجمعة بهدم جدار حول السفارة الاسرائيلية في العاصمة المصرية مستخدمين مطارق وقضبانا حديدية.


ويبلغ ارتفاع الجدار مترين ونصف المتر وتم بناؤه خلال الايام القليلة الماضية على طول الطريق الذي يقع فيه المبنى الذي يضم مكاتب السفارة.


وتمكن احد المتظاهرين بعد ذلك من ازالة العلم الاسرائيلي المرفوع على مبنى السفارة وذلك للمرة الثانية في اقل من شهر، ثم القى بالعلم في الشارع وسط تهليل
المتظاهرين.


من جهتها ذكرت صحيفة الاهرام المصرية أن آلاف المتظاهرين حاولوا اقتحام مديرية أمن الجيزة‏ القريبة من مقر السفارة وقذفوا واجهة المبني بالطوب والحجارة‏ وكرات اللهب‏‏ مما أدي إلي اتلاف العديد من النوافذ الزجاجية‏، وإحراق‏13 ‏ عربة شرطة‏.


وذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية أن عناصر من القوات المسلحة والشرطة بإلقاء القبض على 19 متهما من مثيري الشغب والمتسببين في محاولة إقتحام مديرية أمن الجيزة وإشعال النيران في عدد من سيارات الشرطة التابعة لها.


قلق غربي


من جهته دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما مصر لحماية السفارة الاسرائيلية من المتظاهرين واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.


واعرب اوباما عن "قلقه العميق" من احداث القاهرة واوضح الخطوات التي سترد بها ادارته ومنها مطالبة مصر بالتزام بتعهداتها وحماية السفارة الاسرائيلية في القاهرة.


وجا في بيان للبيت الأبيض أن اوباما "استعرض الاجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة على جميع المستويات للمساعدة على ايجاد حل لهذا الوضع بدون عنف اضافي كما دعا الحكومة المصرية الى الوفاء بالتزاماتها الدولية لناحية تأمين حماية السفارة الاسرائيلية".


ومن جهته أجرى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اتصالا هاتفيا بوزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا وطلب منه المساعدة لحماية السفارة
الاسرائيلية في القاهرة.


كما أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشدة الهجوم على مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة ودعا السلطات المصرية إلى تحمل مسؤوليتها عن حماية المقار الدبلوماسية بموجب معاهدة فيينا.


وتجتاز العلاقات بين مصر واسرائيل مرحلة حساسة بعد مقتل خمسة من رجال الشرطة المصريين في الثامن عشر من أغسطس/آب الماصي بينما كانت القوات الاسرائيلية تلاحق اشخاصا تتهمهم بارتكاب هجمات على اسرائيليين في ايلات في جنوب اسرائيل قرب الحدود مع مصر.


ومصر هي اول بلد عربي يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في 1979.


والتظاهرة امام السفارة الاسرائيلية اعقبت تجمعا لالاف الاشخاص في ميدان التحرير بوسط القاهرة في تظاهرة حاشدة للمطالبة بتطبيق مزيد من الاصلاحات والديمقراطية بعد سبعة اشهر على سقوط نظام الرئيس حسني مبارك وتسلم الجيش مقاليد الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق