الثلاثاء، 31 مايو 2011

«الواقع المعزز».. تطبيقات جديدة لأنواع الأجهزة الجوالة

اعتاد هواة كرة القدم على رؤية الواقع المعزز قيد العمل.. فذلك الخط الافتراضي الأصفر الأول الذي يظهر

وهو مركب على ملعب لكرة القدم هو مثال ظاهر للعديد من التقنيات التي ما تزال غير معروفة جدا. لكن الواقع المعزز شرع يبرز سريعا من المجهول، ليعيد تشكيل كيفية قيامنا بالتسوق والتعلم واللعب واكتشاف ما حولنا.

 وبعبارة أبسط، فإن الواقع المعزز augmented reality هو طبقة مرئية من المعلومات - مرتبطة بمكان الشخص المتابع - التي تظهر في أعلى المشهد الذي نراه في الواقع الفعلي. وقد شرعت تطبيقات الواقع المعزز تظهر بكثرة على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية المجهزة بكاميرات مثل «آي باد 2». كما أن نسخا من الواقع المعزز تعمل أيضا بالاشتراك مع كاميرات الشبكة (ويبكام)، ومع نظارات خاصة للعينيين، ووحدات الألعاب المختلفة التي طرحت للبيع أخيرا.. «إنه ذو إمكانيات غير عادية باتت في متناول أيدينا»، كما يقول عالم الكومبيوتر في «مايكروسوفت» جارون لانيير. تصوروا الأتي:
 وجه هاتفك نحو أحد المعالم السياحية المشهورة لتتلقى فورا معلومات تاريخية مفصلة عنه، وعما يحيط به.  إصلاح عطل في آلة استنساخ الأوراق: وجه الجهاز نحوها لتظهر لك أسهم افتراضية توجهك نحو كبس الأزرار والعتلات المطلوبة بالتسلسل الصحيح.
 إظهار العروس بثوب الزفاف من دون الحاجة إلى وضع الثوب عليها.
وكان قد عقد قبل أيام مؤتمر في سانتا كلارا في كاليفورنيا حضره كل نجوم هذا الحقل لمناقشة مستقبل الواقع المعزز في التجارة الإلكترونية، وعالم الأجهزة المحمولة، والبحث في الزمن الحقيقي، وسرد القصص والروايات، وما شابه.
وبصورة أو أخرى تعود تقنية الواقع المعزز إلى ما لا يقل عن 30 سنة، كما يقول راميش راسكار من مختبر الوسائط التابع لمعهد مساتشوسيتس للتقنيات (إم آي تي)، حيث جرى تنفيذ بعض الأعمال الرائدة في هذا المجال. لكن اليوم، فقد أدى تكاثر التقنيات التي تتحسن باستمرار، مثل كاميرات الهواتف الجوالة، والمعالجات الأكثر قوة، وشرائح الرسوم البيانية (الغرافيكس)، والشاشات العاملة باللمس، والبوصلات، وأجهزة الملاحة الجغرافية «جي بي إس»، وغيرها، إلى المساعدة في تطوير الواقع المعزز.
وكان تقرير أخير صدر عن «جوبيتر ريسيرتش» في المملكة المتحدة وجد أن أعدادا متزايدة من الأصناف التجارية الشهيرة، والبائعين، والبائعين المتجولين شرعوا يستثمرون في التطبيقات الجوالة للواقع المعزز وخدماته. ومن المتوقع أن يصل العائد العالمي في هذا القطاع إلى 1.5 مليار دولار في العام 2015 مرتفعا من أقل من مليوني دولار في عام 2010. كما وجدت «جوبيتر» أن القاعدة الراسخة للهواتف الذكية التي تدعم الواقع المعزز قد ارتفعت من 8 ملايين جهاز في عام 2009 إلى أكثر من 100 مليون في عام 2010.
ويقول ستيفن فيينر أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة كولومبيا وأحد الخبراء في هذا المجال، إن الواقع المعزز يمكن الإنسان من استغلال جميع الحواس لديه، بما فيها اللمس والسمع. ومثال على ذلك تصوروا شخصية افتراضية تتبعك كظلك لتهمس في أذنك بالمعلومات السديدة.
 تطبيقات مطورة
 وبات للواقع المعزز سلفا تطبيقات في العالم الحقيقي منها، كما يذكر إدوارد بيغ في «يو اس ايه توداي»:
 الألعاب: بالنسبة إلى بعض المستهلكين، فإنه من المحتمل أن يكون اول تطبيق للواقع المعزز هو في عالم الالعاب. فقد وحدت «دالاس مافاريكس» من «إن بي أيه» جهودها مع «كوالكوم»، و«بيغ بلاي أيه آر» في عملية ترويج تحول البطاقات إلى لعبة كرة سلة تفاعلية لدى النظر إليها من هاتف «أندرويد». واللعبة هذه هي أول تطبيق تجاري يستغل منصة الواقع المعزز الجوال التي أطلقت أخيرا لخدمة مطوري «أندرويد» من «كوالكوم».
وتقدم «نينتيندو 3 دي إس» لعبة القوس والسهم التي تستغل أيضا الواقع المعزز. فعن طريق توجيه الكاميرا التي تحمل باليد نحو بطاقة واقع معزز بريئة المظهر موضوعة على طاولة القهوة، فإنك تشاهد وحوشا تنينية ثلاثية الأبعاد تتصاعد من السطح، وهي تستنشق نارا. وثمة لعبة أخرى يمكن القيام بها من هاتف «آي فون»، بحيث تطلق أشباحا وتأثيرات أخرى غير طبيعية إلى مشاهد ومرئيات من العالم الفعلي.
 التسوق: يتيح «سويفيل فيرتجوال دريسينغ روم» الذي هو قيد التطوير من «فايس كايك دريسينغ» والمقرر استخدامه في مخازن البيع، وربما في خزانة الثياب في غرفة النوم، تجربة ارتداء الثياب الافتراضية وملحقاتها الأخرى في الزمن الحقيقي. وكان «سويفيل» قد عرض أخيرا في مؤتمر للعروض التقنية العالية. وتتحدث ليندا سميث المديرة التنفيذية للشركة عن السيناريوهات الأخرى، مثل اصطحاب المستهلكين في رحلة افتراضية من مخزن في مدينة أطلنطا الأميركية، إلى شوارع باريس لإظهار ما يرتديه الناس هناك قرب برج إيفل. وقد يشاهد المتسوق المطر وهو يتساقط على مظلة افتراضية أيضا.


أما «إي باي كلاسفيدس» فتأخذ هذه التجربة إلى وجهة أخرى. فهي تعمل عن طريق متصفح «جيونايو» للواقع المعزز في الجهاز الجوال «ماتيو» لمنحك فرصة لتجربة «أندرويد» و«آي فون» التي تتيح لك توجيه الهاتف الذكي إلى المنازل المحيطة بالمكان الذي تسكن فيه لرؤية السلع التي يقوم جيرانك بعرضها للبيع. ويقول نائب رئيس «إي باي موبايل» ستيف يانكوفيتش إن الهدف هو جعل المنفعة من وراء هذا التطبيق على صعيد التجربة الشخصية بنسبة 80 إلى 90%.
 آفاق جديدة
 ويتفق فرانك كوبر الذي يعمل في مكتب الخدمات الاستهلاكية في شركة «بيبسي للمرطبات» في أميركا في فائدة هذه الخدمة، خاصة على صعيد الاحتياجات الأساسية للناس، وليست الكبيرة والمعقدة منها، مثل المعلومات، والتسلية، والعلاقات الاجتماعية. ولكن التحدي الكبير الذي يواجه الواقع المعزز، هو العثور على استخدامات له تقوم بحل مشكلة حقيقية، وتمكين شيء جديد مفيد أو مسل تماما.
ومن المتوقع أن يتطور الواقع المعزز بأشكال وأساليب مختلفة ومتعددة، إذ يعمل راميش في مختبر الوسائط في «إم آي تي» على تقنية «الجلد الثاني» (سيكوند سكن) لتعقب الحركة الثلاثية الأبعاد، بحيث تقوم آلات التحسس والاستشعار وضوابطها الصغيرة جدا المركبة على الجسم عن طريق بدلة خفيفة الوزن يمكن ارتداؤها، بتعزيز وتلقين المهارات الحركية، لتعلم الرقص، أو الهز مثلا، إذ يستطيع هذا النظام تعقب حركاتك، وبالتالي تأمين ردود أفعال ملموسة التي تصحح وضعك وحركاتك مع الوقت. ويقول راميش إن التقنية ستكلف ألف دولار وليس أكثر، وستطرح في السوق خلال سنة، بحيث يمكن تطبيقها في مضمار الصحة والتعليم على سبيل المثال، وتعليم أحدهم فن الجراحة. وهي تصلح أيضا في أعمال التصليح والصيانة.



والأبعد من ذلك يقول لانيير من «مايكروسوفت»، إنه يرغب في رؤية الطريق الذي يقود سيارته عليه معززا بعلامات تدل على المواضع التي حصلت فيها حوادث، أو ازدحام سير. كما يود أن يكون قادرا على السير في الحي القريب ويرى كيف كان يبدو بالماضي، مثل مدينة سان فرانسيسكو أيام هجمة التنقيب عن الذهب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق