الخميس، 26 مايو 2011

حاخامات إسرائيل‮ ‬يصلون ‬لمبارك




في‮ ‬ظل دعوات خافتة بالعفو عن الرئيس المخلوع حسني‮ ‬مبارك تظهر بين الحين والآخر أدلة جديدة تظهر كيف كان هذا الرجل مهما لأعداء البلاد ،‮ ‬ثقيلا علي‮ ‬أهلها،‮ ‬وقد خرج الحاخام الاسرائيلي‮ ‬عوفاديا‮ ‬يوسف قبل أيام ليؤكد عزمه مخاطبة شيخ الأزهر للعمل علي‮ ‬إصدار فتوي‮ ‬شرعية تبيح العفو عن مبارك‮.‬

وقد نشرت الصحف الاسرائيلية عدة تقارير الأسبوع الماضي‮ ‬تؤكد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي‮ ‬بنيامين نتنياهو كلف الحاخام عوفاديا ببدء حملة دينية للافراج عن مبارك ووصف راديو الجيش الاسرائيلي‮ ‬مبارك بأنه‮: ‬صديق ظل‮ ‬يدافع عن أمن اسرائيل‮ ‬30‮ ‬عاماً‮.‬
وعلاقة عوفاديا بالرئيس السابق ليست وليدة اللحظة،‮ ‬بل قديمة وعميقة وتجلت بشدة في‮ ‬الرسالة التي‮ ‬بعثها الي الرئيس مبارك في‮ ‬يوليو‮ ‬2010‮ ‬يعبر فيها عن قلقه علي‮ ‬صحته بعد العملية التي‮ ‬أجراها في‮ ‬المانيا مارس‮ ‬2010،‮ ‬بل ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية جزءا من خطاب الحاخام الذي‮ ‬شكر فيه مبارك علي‮ ‬جهوده الدائمة للحفاظ علي‮ ‬أمن اسرائيل معبرا عن سعادته لتحسن مبارك ودعا له بدوام الصحة وطول العمر‮.‬

وكتب‮ ‬يوسف في‮ ‬الرسالة دعاء‮ ‬يبتهل فيه أن‮ ‬يمن الله علي‮ ‬حسني‮ ‬مبارك بالشفاء من أجل دولة اسرائيل والشعب اليهودي‮ ‬يقول‮: ‬نصلي‮ ‬لخالق الكون أن‮ ‬يمن عليكم‮ ‬ياسيادة الرئيس بالشفاء الكامل والسريع عسي‮ ‬أن تستمروا في‮ ‬قيادة مواطنيكم بجلالة وشجاعة وقوة لمدي‮ ‬الحياة وبسلام،‮ ‬وعسي‮ ‬أن تنجحوا في‮ ‬كل أعمالكم بما‮ ‬يمليه عليكم قلبكم‮.‬
وجرت اتصالات متبادلة عبر سنوات عديدة بين مبارك من ناحية والحاخام عوفاديا‮ ‬يوسف ورئيس حزب شاس وزير الداخلية ايلي‮ ‬بشاي‮ ‬من ناحية أخري،‮ ‬اذ اطلقت السلطات المصرية سراح‮ ‬الصحفي‮ ‬الاسرائيلي‮ ‬يوتام فيلدمان الذي‮ ‬اتهم بالقيام بعمليات تجسس بوساطة من بشاري‮ ‬وهي‮ ‬الرسالة التي‮ ‬رد عليها مبارك بطمأنة عوفاديا علي‮ ‬صحته شاكراً‮ ‬له اهتمامه‮.‬
كما ارتبط مبارك بصداقة عميقة مع وزير الدفاع الاسرائيلي‮ ‬بنيامين بن اليعازر،‮ ‬كانت معظم جلساتهم لا تخلو من النكات والضحك المتبادل حيث‮ ‬ينحدر بن اليعازر من أصل عراقي‮ ‬فكان‮ ‬يجيد اللغة العربية بطلاقة ما سهل ووطد صداقتهم‮.
قد أعرب بن اليعازر عن ألمه لمطالبة الشارع المصري‮ ‬برحيل مبارك أثناء ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وقال اننا متألمون لمطالبة الشارع المصري‮ ‬برحيل مبارك،‮ ‬والاسرائيليون‮ ‬يشعرون بالحزن والألم وكان من الصعب عليهم أن‮ ‬يشاهدوا الرئيس المصري‮ ‬حسني‮ ‬مبارك‮ ‬ينهار أمام المظاهرات التي‮ ‬تطالب برحيله بعدما وقف إلي‮ ‬جانب اسرائيل خلال‮ ‬30‮ ‬عاما‮.‬
ووصف الوزير الاسرائيلي‮ ‬السابق مبارك بالشجاع والقوي‮ ‬وأن مبارك أبلغه بتخوفه من وصول الاخوان المسلمين إلي‮ ‬الحكم،‮ ‬ويحظر علينا أن ننسي‮ ‬العبرة مما حدث في‮ ‬ايران وغزة‮« ‬كما نقلت صحيفة‮ ‬يديعوت أحرونوت الاسرائيلية عن بن اليعازر قوله بعد‮ ‬محادثته مع مبارك‮ »‬أنا ملزم بالقول انني‮ ‬وجدت رجلاً‮ ‬شجاعاً‮ ‬وقوياً‮ ‬وحازماً‮«. ‬وأضافت الصحيفة ان بن اليعازر الذي‮ ‬يعتبر أقرب مسئول اسرائيلي‮ ‬من الرئيس المصري‮ ‬قال انه اتصل بمبارك من أجل تشجيعه‮ ‬في‮ ‬وجه المظاهرات المطالبة باسقاطه عن الحكم‮.‬


ولكي‮ ‬نقارن بين موقف حاخامات اسرائيل من مبارك الذين‮ ‬كانوا‮ ‬يعتبرونه سندا لدولتهم،‮ ‬وموقفهم من أي‮ ‬شخص‮ ‬يرونه خطرا عليهم،‮ ‬نحيلك الي‮ ‬صلاة‮ »‬بولسا دي‮ ‬نورا‮« ‬التي‮ ‬يقولون انها تصيب من تصلي‮ ‬عليهم باللعنة وتؤدي‮ ‬بهم الي‮ ‬الموت السريع وبصورة طبيعية،‮ ‬ويقال ان الحاخامات الذين‮ ‬يؤدون تلك الصلاة أناس صوفيون‮ ‬يهتمون بالحكمة البطانية ولديهم القدرة علي‮ ‬جذب النار من جهنم لضرب المخطئ بها من خلال تمتعهم بقوي‮ ‬خفية روحانية‮ ‬يسلطونها علي‮ ‬الشخص المقصود فتصيبه لعنتهم‮.‬
هذه الصلا ةأداها حاخامات اليهود ضد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر،‮ ‬إذ‮ ‬يزعم الحاخامات المتطرفون انهم أقاموا صلاة اللعنة عليه بهدف الخلاص منه لتصريحاته النارية في‮ ‬مواجهة اسرائيل،‮ ‬ولقوله‮ »‬سنلقي‮ ‬باسرائيل في‮ ‬البحر‮« ‬وغيرها من المواقف التي‮ ‬أصابت العدو الاسرائيلي‮ ‬بالذعر والهلع‮.‬
وقد اعترف الحاخام بنياهو شموئيلي‮ ‬رئيس الأكاديمية التلمودية العليا بالقدس بمسئولية ثلاثة حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام‮ ‬1970،‮ ‬وهم اسحق كدوري،‮ ‬وشاؤول دافيد معلم،‮ ‬ويوسف زاروق‮.. ‬شارحاً‮ ‬كيفية القيام بذلك قائلاً‮: ‬اجتمع ثلاثة حاخامات متمكيون من العلوم الدينية اليهودية وتشاوروا فيما بينهم لاغتيال عبدالناصر،‮ ‬لكن سيدنا شاؤول دافيد هو الذي‮ ‬قام بالمهمة الأساسية،‮ ‬عندما أحضر كبد بهيمة وقلبها ورئتها استخدمها في‮ ‬تعويذة لقتل عبدالناصر عقابا له علي‮ ‬الكوارث التي‮ ‬حلت باسرائيل نتيجة مواقفه السياسية‮.‬
ويواصل اتفق الثلاثة علي‮ ‬استخدام أسماء الجلالة اليهودية الواردة في‮ ‬مخطوط ديني‮ ‬قديم مع كتابة الأسماء علي‮ ‬الكبد،‮ ‬لاستخدامه في‮ ‬قتل عبدالناصر وأخذ الحاخام شاؤول دافيد،‮ ‬والحاخام اسحق كدوري‮ ‬مائة مسمار صلب،‮ ‬وشرعوا‮ ‬يغرسونها في‮ ‬قلب البهيمة‮. ‬وكانوا‮ ‬يرددون بعض الكلمات المبهمة مع كل مسمار‮ ‬يغرسونه في‮ ‬القلب،‮ ‬وفي‮ ‬النهاية وضعوه علي‮ ‬موقد طبخ لمدة ثلاثة أيام،‮ ‬حتي‮ ‬تفحم تماماً،‮ ‬وصار أسود اللون ولا‮ ‬يمكن التعرف عليه،‮ ‬وبعد ذلك دفنوه،‮ ‬وأعلنوا لتلاميذهم أن عبدالناصر مات‮.‬
وأيضا أقام الحاخامات ذات الصلاة ضد حسن نصر الله أثناء الغزو الاسرائيلي‮ ‬للجنوب اللبناني،‮ ‬إلا أنها لم تصبه بأذي‮ ‬بل أصابتهم بالهزيمة‮ ‬والانسحاب المخزي‮ ‬من الجنوب،‮ ‬بعد أن لقنهم نصر الله درسا في‮ ‬حرب الشوارع‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق